کد مطلب:352955 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:248

ابوبکر یمنع من کتابة السنة النبویة و کذلک یفعل بعده عمر بن الخطاب و عثمان بن عفا
إن الباحث إذا ما قرأ كتب التاریخ وأحاط ببعض الخلفیات التی توختها حكومة

الخلفاء الثلاثة علم علم الیقین بأنهم هم الذین منعوا من كتابة الحدیث النبوی الشریف وتدوینه بل منعوا حتی التحدث به ونقله إلی الناس لأنهم بلا شك علموا بأنه لا یخدم مصالحهم أو علی الأقل یتعارض ویتناقض مع الكثیر من أحكامهم وما تأولوه حسب اجتهاداتهم وما اقتضته مصالحهم. وبقی حدیث النبی صلی الله علیه وآله وسلم والذی هو المصدر الثانی للتشریع الإسلامی بل هو المفسر والمبین للمصدر الأول ألا وهو القرآن الكریم. بقی ممنوعا ومحرما علی عهدهم. ولذلك اتفقت كلمة المحدثین والمؤرخین علی بدایة جمع الحدیث والتدوین فی عهد عمر بن عبد العزیز رضی الله عنه أو بعده بقلیل. فقد نقل البخاری ف صحیحه فی كتاب العلم باب كیف یقبض العلم قال: وكتب عمر بن عبد العزیز إلی أبی بكر بن حزم أنظر ما كان من حدیث رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فاكتبه فإنی خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا یقبل إلا حدیث النبی صلی الله علیه وآله وسلم ولیفشوا العلم ولیجلسوا حتی یعلم من لا یعلم فإن العلم لا یهلك حتی یكون سرا. فهذا أبو بكر یخطب فی الناس بعد وفاة النبی صلی الله علیه وآله وسلم قائلا لهم: إنكم تحدثون عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أحادیث تختلفون فیها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شیئا، فمن سألكم فقولوا: بیننا وبینكم كتاب الله



[ صفحه 201]



فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه [1] .

عجیب والله أمر أبی بكر ها هو وبعد أیام قائل من ذلك الیوم المشؤوم الذی سمی برزیة یوم الخمیس یوافق ما قاله صاحبه عمر بن الخطاب بالضبط عندما قال إن رسول الله یهجر وحسبنا كتاب الله یكفینا. وها هو یقول: لا تحدثوا عن رسول الله شیئا فمن سألكم فقولوا بیننا وبینكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه. والحمد لله علی اعترافه صراحة بأنهم نبذوا سنة نبیهم وراء ظهورهم وكانت عندهم نسیا منسیا. والسؤال هنا إلی أهل السنة والجماعة الذین یدافعون عن أبی بكر وعمر ویعتبرانهما أفضل الخلق بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فإذا كانت صحاحكم كما تعتقدون تروی بأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال: تركت فیكم خلیفتین ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتی وعلی فرض أننا سلمنا بصحة هذا الحدیث، فما بال أفضل الخلق عندكم یرفضان السنة ولا یقیمان لها وزنا بل ویمنعان الناس من كتابتها والتحدث بها؟؟ وهل من سائل یسأل أبا بكر فی أی آیة وجد قتال المسلمین الذین یمنعون الزكاة وسبی نسائهم وذراریهم؟ فكتاب الله الذی بیننا وبین أب بكر یقول فی حق مانعی الزكاة: ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله، لنصدقن ولنكونن من الصالحین، فلما أتاهم من فضله بخلوا به، وتولوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقا فی قلوبهم إلی یوم یلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا یكذبون [2] وباتفاق جمیع المفسرین فإن هذه الآیات نزلت

بخصوص ثعلبة الذی منع الزكاة علی عهد النبی صلی الله علیه وآله وسلم - أضف إلی ذلك بأن ثعلبة منع الزكاة وامتنع من أدائها إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم لأنه أنكرها وقال هی جزیة. وقد



[ صفحه 202]



شهد الله فی هذه الآیات علی نفاقه ومع ذلك فالنبی صلی الله علیه وآله وسلم لم یقاتله ولم یأخذ أمواله بالقوة وكان قادرا علی كل ذلك. أما مالك بن نویرة وقومه فلم ینكروا الزكاة كفرض من فروض الدین وإنما أنكروا الخلیفة الذی استولی علی الخلافة بعد الرسول بالقوة والقهر وانتهاز الفرصة. ثم أن أمر أبی بكر أغرب وأعجب عندما نبذ كتاب الله وراء ظهره وقد احتجت به علیه فاطمة الزهراء سیدة نساء العالمین، وتلت علی مسامعه آیات بینات محكمات من كتاب الله الذی یقر وراثة الأنبیاء، فلم یقبل بها ونسخها كلها بحدیث جاء به من عنده لحاجة فی نفسه، وإذا كان یقول: إنكم تحدثون عن رسول الله أحادیث تختلفون فیها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شیئا. فمن سألكم فقولوا: بیننا وبینكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه فلماذا لم یفعل هو بما یقول عندما اختلف مع بضعة المصطفی الصدیقة الطاهرة، فی حدیث النبی نحن معشر الأنبیاء لا نورث ولم یحتكم معها إلی كتاب الله فیحل حلاله ویحرم حرامه؟ والجواب معروف، فی تلك الحالة سوف تجد كتاب الله ضده، وسوف تنتصر علیه فاطمة فی كل ما ادعته ضده، وإذا ما انتصرت علیه یومها فسوف تحاججه بنصوص الخلافة علی ابن عمها وأنی له عندئذ دفعها وتكذیبها، والله یقول بهذا الصدد: یا أیها الذین آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. نعم لكل ذلك ما كان أبو بكر لیرتاح إذا ما بقیت أحادیث النبی صلی الله علیه وآله وسلم متداولة بین الناس یكتبونها ویحفظونها ویتناقلونها من بلد لآخر ومن قریة لأخری وفیها ما فیها من نصوص صریحة تتعارض والسیاسة التی قامت علیها دولته. فلم یكن أمامه حلا غیر طمس الأحادیث وسترها بل ومحوها وحرقها [3] فها هی عائشة

ابنته تشهد علیه. قالت: جمع



[ صفحه 203]



أبی الحدیث عن رسول الله، فكانت خمسمائة حدیث، فبات یتقلب، فقلت یتقلب لشكوی أو لشئ بلغه، فلما أصبح قال: أی بنیة هلمی الأحادیث التی عندك فجئته بها، فأحرقها الحدیث [4] .


[1] تذكرة الحفاظ الجزء الأول والصفحة الثالثة. للذهبي.

[2] سورة التوبة: 75 - 77.

[3] كنز العمال: 5 / 237. وابن كثير في مسند الصديق. والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1 / 5.

[4] كنز العمال: 5 / 237. وابن كثير في مسند الصديق. والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1 / 5.